دائما ما يلحّ عليّ السؤال التالي عند فراغي من تصفح إحدى صحفنا المحلّية أو محاولة متابعة أي شيء يعرض على شاشات القنوات التلفزيونية المحلية: لماذ حال الإعلام لدينا بهذا السوء؟ سؤال بسيط لكن الإجابة عنه ليست بهذه البساطة أو على الأقل هذا ما أعتقده.
عندما تحكم على شيء بأنه سيء أو جيد فإنك لا بد و أن تكون قارنته بمثله….صح؟ إذا حتى تكون المقارنة مفيدة دعوني أشرح لكم بماذا أقارن إعلامنا. إذا سبق لك و عشت في بلد من دول العالم المتقدم لا بد و أن تكون قد لاحظت أن الإعلام هناك مختلف … تخيّل معي بأنك تعيش في بلد مترامي الأطراف و لكن أين ما كنت في هذا البلد تستيقظ في الصباح الباكر، تفتح التلفاز فتجد مذيعي نشرة الأخبار وقد سبقوك إلى مقر عملهم، ليتلوا عليك نشرة الأخبار بابتسامة عريضة تعلوا وجوههم، يوافوك بحالة الطقس، و بحالة الطرق السريعة في مدينتك لتتجنب أي ازدحام قد يكون فيها لتتجنبه في طريقك للعمل. …
قبل أن تخلد إلى النوم تفتح التلفاز لتجد برامج حوارية راقية مع مفكرين بلدك و رؤساء أفضل جامعاتها ومديري أكبر شركاتها يحدثوك عن آخر سياساتهم، يتناقشون في إصدارات كتبهم وتجاربهم السياسية و العملية …..فالإعلام يساعدك على أن تكون على اتصال بمثقفي المجتمع و أصحاب الفكر بكل أطيافه…..
قنوات الرقص و العري والفحش موجودة أيضا لكنها معروفة ولها مشاهديها و مشتركيها … لا يطاردك الرقص و العري والغناء في كل قناة …..ويخرج لك من تحت كل ضغطة زر على جهاز الريموت….
بعد هذه المقارنة …لا تملك إلا أن تسأل نفسك كمواطن سعودي – أو عربي- لماذا إعلامنا بعيد عنّا؟
لماذا عندما أتصفح صحيفة من صحفنا المحلية أشعر بأن الصحيفة لا تحترم عقلي كقارئ/قارئة؟
هل تبدو علينا – كشعب- ملامح الغباء لهذا الحد حتى نستحق أن نخاطب بهذا الأسلوب؟؟